مفهوم الحديث الشريف،أنواعه،و أقسامه
![]() |
| مفهوم الحديث الشريف،أنواعه،و أقسامه |
يُعدّ الحديث
النّبويّ الشّريف المرجعَ الثّاني من مصادر التّشريع الإسلاميّ أكيد بعد كتاب الله
تعالى القرآن الكريم، و يفسّر ما استشكل على المسلمين في القرآن، ويقيّد المُجمَل
فيه، ويخصّص العام، فالسّنّة النّبويّة مفسّرة وموضّحة للقرآن في كثيرٍ من الأحكام
والتّشريعات.
وقد أوْلت الأمّة الإسلاميّة والعلماء المسلمون
على مرّ التّاريخ اهتمامًا كبيراً بالحديث النّبويّ الشّريف والسنّة النّبويّة
المطهّرة لما ذكرنا في الأول من أهميته بإعتباره مصدرا ثانيا للتشريع و مفسرا
للقران.
تعريف الحَديث
الشَّريف :
هو كل ما ورد عن
النبي صلى الله عليه وسلّم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير، أو صِفة خُلْقيّة أو
خَلْقيّة، وقد قلّد الصحابة جميع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلًم، كما أنهم
اهتموا به وحفظوه وعملوا بكل ما جاء به. يعتبر اتباع سنّة الرسول صلى الله عليه
وسلّم واجباً على المسلمين، وفيها يكسب المسلم المزيد من الأجر والثواب عند الله
تعالى.
إذن كل ما ورد عن نبينا
الأمين من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو صفة خلقية أو سيرة وردت عنه، سواء
كانت قبل البعثة أم بعدها، وقد حُفِظَ الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- من قبل
الله عز وجل منذ ولادته وحتى وفاته، فجميع أقوال النبي الكريم وأفعاله وصفاته
الخلقية كما خلقها الله سبحانه وتعالى فيه، والصفات الخلقية نابعة من صفاته التي
تحلى بها كالصدق والأمانة، والتي يجب أن يقتدي جميع المسلمين به ويتحلون بصفاته.
مصدر الحديث :
مصدر الحديث :
جميع الأقوال
والأفعال التي صدرت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، هي من عند الله تعالى تم
إرسالها إليه عن طريق الوحي لقوله تعالى في كتابه العزيز:" وما ينطقُ عن
الهوى إنْ هو إلا وحيٌ يوحى"، ولذلك يؤمن المسلمون بجميع هذه الأقوال
والأفعال، لأنه ليست من تأليف البشر، بل هي منزلة من رب الكون، ويطلق على الحديث
النبوي الشريف السنة النبوية الشريفة، ويوجد في الدين الإسلامي الفرائض والسنن،
فهما مكملتان لبعضهما البعض، والفرق بينهما يكمن في أن الفرض من عند الله تعالى
ويجب على كل مسلم الالتزام به، ويعاقب من يتركه ويخالفه.
أما السنة فهي جميع
الأقوال والأفعال التي وردت عن سيدنا محمد، ولا يعاقب المسلم على تركها، لكن من
الواجب أن يلتزم بها، لكي يحصل على رضوان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-،
وبالتالي الحصول على شفاعته يوم القيامة، والسنن لا تقل أهمية عن الفرائض، ويجب
التمسك والتقيد بها حباً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أهميّة الحديث
الشَريف :
-تفسير ما جاء في
القرآن الكريم من أوامر وتشريعاتٍ، فمثلاً الصَّلاة أمر الله تعالى بالإلتزام بها
وتأديتها ولكن لم يفصِّل عدد ركعاتها، وشروطها، وأحكامها، ومواعيدها، وطريقة
الوضوء، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم فسّر للمسلمين كل ما يدور حولها وعلّمهم
الطَّريقة الصَّحيحة.
-كسْب الأجر
والثواب، وعبادة الله تعالى كما أمر وكما يحب، فالذي يقرأ الأحاديث النبويّة
الشَّريفة يجد كيفية عبادة الله وطرق كسب رضاه والأجر والثواب.
-يعد الحديث النبوي
الشريف المصدر الثاني في التشريع بعد القرآن الكريم، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً
بالقرآن الكريم، وله أهمية لا تقل عن أهمية القرآن الكريم، وتمكن أهميته في أنه
يقوم بتفسير وشرح معاني ودلالات الآيات القرآنية، فهناك العديد من الأحكام التي
ترد في القرآن الكريم، ولا يستطيع المسلم فهم كيفية القيام به، فيرجعون إلى
الأحاديث والسنة النبوية الشريفة، من أجل الحصول على التفسير الواضح، كفرض الصلاة.
فقد ورد في القرآن الكريم على أنه ركن من أركان الإسلام الخمسة، وأنه فرض على جميع
المسلمين، ولم يذكر تفاصيل أخرى بخصوص السنن والفرائض والشروط الواجب القيام بها،
وقد ذكرت كل هذه الأمور بشكل تفصيلي في الحديث النبوي الشريف، ومن خلال ذلك نستطيع
الوصول إلى نتيجة، وهي أن القرآن الكريم والسنة والحديث النبوي الشريف يكمل كل
منهما الآخر، فالقرآن يقوم بمهمة معينة ويأتي الحديث ليكمل هذه المهمة ويوضحها
لكافة المسلمين، خاصة في الأمور التي تتعلق بحياتهم.
أنواع الحديث الشريف :
من أكثر الأمور
المعتمد عليها في تقسيم الأحاديث إلى أنواع مختلفة مثل الاعتماد على سنده ومتنه،
أي سلسلة الرواة الذين نقلوا الحديث الشريف إلينا وذلك بناءً على مدى صلاحهم
وإيمانهم وقربهم للرسول صلّى الله عليه وسلّم ومدى ملازمتهم له.
*نذكر من بين أنواع
الأحاديث ما يأتي:
-الحديث القدسي: وهو
الحديث المنسوب إلى الله تعالى، وهو ما نقله الرسول صلّى الله عليه وسلّم على لسان
الله سبحانه وتعالى، أي أنّ معناه منسوب إلى الله تعالى ولفظه منسوب إلى النبي
محمد عليه الصلاة والسلام، ويجب على المسلم أن يعمل بما ورد فيه من أحكام وتشريعات.
-الحديث الصحيح: هو
الحديث المنقول عن النبي عليه السلام بسند صحيح دون أي خطأ أو شذوذ، فرواته من
أصحاب التقوى والصلاح، ولا يخالف القرآن الكريم، ومن الواجب على المسلم أن يعمل
بما ذكر بالحديث الصحيح والالتزام به.
ومن الأمثلة على
مصادر الحديث الصحيح: صحيح مسلم، صحيح بخاري، الموطأ.
-الحديث الحسن: هو
الحديث المنقول عن النبي عليه السلام بسند صحيح ولكن بضبط أقل من ضبط الحديث
الصحيح.
يعرف أيضا على أنه
من لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب، ويكون الحديث ليس شاذاً، وهذا هو تعريف
الترمذي للحديث الحسن.
ومن الأمثلة على
مصادر الحديث الحسن: الجامع، والسنن، والمسند.
-الحديث الحسن
لغيره: هو الحديث الذي لا يتصف راويه بالفسق أو الكذب، ولكن يسمّى بذلك لأنّ له
العديد من الروايات المختلفة بالطريقة، وقد يكون سنده غير كامل أو مجهول الرواة.
-الحديث الضعيف: هو
الحديث الذي لا يشتمل على شروط الحديث الصحيح أو الحسن، بحيث يكون منافي لهما، أو
مقطوع السند، وغير المضبوط بالشكل الصحيح، ولا يستحب الأخذ به إذا كان خارج عن
الكذابين، أو تعارض مع أحكام القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة والحسنة.
و بإختصار هو كل
حديث افتقر إلى صفاتِ الحديث الصحيح والحديث الحسن.
-الحديث الموضوع: هو
الحديث المكذوب على الرسول عليه السلام والمفترى عليه، وهذا الحديث محرم ولا يجوز
بأي شكل من الأشكال الأخذ به أو تصديقه أو نقله على أنه حديث صحيح؛ لأنّ من يفعل
هذا سيؤدي بنفسه إلى التهلكة والنار، ومن صفاته: يكون مخالفاً بشكل واضح للقرآن
الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، أو أن يكون غير منطقي وغير عقلي، أو أن يكون
ركيك اللفظ والبنية، أو أن يكون مخالفاً لبعض الحقائق التاريخية والمعروفة في سيرة
النبي عليه السلام، أو أن يكون واضعه كاذب ومنافق ومعروفٌ بذلك.
أقسام الحديث الشريف :
إنَّ من الجدير بعد الحديث عن تعريف
الحديث الشريف و أنواعه ذكر أقسام الحديث
الشريف في الإسلام، وقد قسَّم العلماء الحديث الشريف وفقًا لبنيته إلى "السند
والمتن"، وبالتفصيل في شرح السند والمتن يكون كالآتي:
1-السَّند: يمكن تعريف السند على
أنَّه السلسلة التي يتكون منها الرواة، أي هو سلسلة الرواة من رسول الله -صلَّى
الله عليه وسلَّم- إلى آخرِ راوٍ للحديث، ومن السند يمكن تحديد نوع الحديث الشريف
ما إذا كان صحيحًا أو حسنًا أو ضعيفًا في الغالب، والله أعلم.
2-المَتن: هو نصُّ الحديث الذي ينتهي
إليه السند، أي هو الألفاظ التي يتألف منها الحديث الشريف.
ولتوضيح أو شرح السند والمتن، يمكن
المرور على المثال التالي:
"قال البخاري -رحمه الله- حدثنا
الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري،
قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنّه سمع علقمة بن وقاص الليثي، يقول: سمعت
عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على المنبر، قال: سمعت رسول الله -صلَّى الله عليه
وسلَّم- يقول: "إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ
اِمْرِئٍ مَا نَوَى؛ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَته إِلَى دُنْيَا
يُصِيبهَا أَوْ اِمْرَأَة يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَته إِلَى مَا هَاجَرَ
إِلَيْهِ".
فالسند في الحديث السابق هو
"حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن
سعيد الأنصاري، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنّه سمع علقمة بن وقاص
الليثي، يقول: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على المنبر، قال: سمعت رسول الله
-صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول..."،
أمّا المتن فهو: "إِنَّمَا
الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ اِمْرِئٍ مَا نَوَى؛ فَمَنْ
كَانَتْ هِجْرَته إِلَى دُنْيَا يُصِيبهَا أَوْ اِمْرَأَة يَنْكِحُهَا،
فَهِجْرَته إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ" والله أعلم.
أشهر رواة الحديث الشريف :
إنَّ أشهر رواة الحديث النبوي الشريف
من الصحابة الكرام هم: أبو هريرة، عبد الله بن عمر، أنس بن مالك، عائشة أم
المؤمنين، عبد الله بن عباس، جابر بن عبد الله، أبو سعيد الخدري.
و أشهر الأئمة
من أخذ عن هؤلاء الرواة من الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم أجمعين- للحديث
الشريف هما البخاري ومسلم اللذان يُلَقَّبان بالشَّيخين، وقد روى البخاري ومسلم عن
علي بن أبي طالب وفاطمة وعبد الله بن عباس -رضوان الله عليهم- وروى الإمام مسلم عن
جعفر بن أبي طالب الصادق -رضي الله عنه- كما روى عنه البخاري أيضًا في كتابه الأدب
المفرد، وقد جاء في قول ابن حجر: "ثم إنَّ الشيخين لم يرويا عن جميعِ رجالِ
السَّلفِ، فلا عبرة بتركهما للرِّواية عن شخصٍ ما". ، والله تعالى أعلم.
الفرق بين
الحديث القدسي والنبوي :
إن الفرق بين الحديث القدسي والأحاديث النبوية
الأخرى أن هذه الأخيرة نسبتها إلى النبي، وحكايتها عنه، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى
الله سبحانه عز و جل، والنبي يحكيه ويرويه عنه، ولذلك قيدت بالقدس أو الإله، فقيل : أحاديث
قدسية أو إلهية، وقيدت الأخرى بالنبي، فقيل فيها:أحاديث نبوية
نسبة إلى الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- وإن كانت جميعها صادرة بوحي من الله عز وجل، لأن
الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- صادق لا يقول إلا
الحق .
ومصداقه قول الله تعالى في سورة النجم :
)وَمَا يَنْطِقُ
عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ
إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ) سورة النجم.
*ومن أهم الفروق بين الحديث
النبوي والحديث القدسي:
v - الحديث القدسي
ينسبه النبي إلى الله، أما الحديث النبوي: فلا ينسبه إليه.
v - الأحاديث
القدسية أغلبها يتعلق بموضوعات الخوف والرجاء، وكلام الله مع مخلوقاته، وقليل منها
يتعرض للأحكام التكليفية. أما الأحاديث النبوية فيتطرق إلى هذه الموضوعات بالإضافة
إلى الأحكام.
v -الأحاديث
القدسية قليلة بالنسبة لمجموع الأحاديث أما الأحاديث النبوية فهي كثيرة جداً.
v - الأحاديث
القدسية قولية فقط والأحاديث النبوية قولية وفعلية وتقريرية.

إرسال تعليق